عاجل:
اقتحام جديد يستهدف جامعة بيرزيت: إصابات وتخريب وتهديد للطلبة

اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الاثنين، وللمرة الثالثة منذ بدء الحرب الجارية، حرم جامعة بيرزيت شمالي رام الله، في عملية وُصفت بالهمجية، وأسفرت عن إصابة اثنين من أفراد الأمن الجامعي واعتقال آخرين، إضافة إلى تخريب واسع في مرافق الجامعة ومصادرة مقتنيات تعود للحركة الطلابية.
وأفادت إدارة الجامعة في بيان لها أن قوات الاحتلال تسللت إلى الحرم من عدة
مداخل بعد خلع الأبواب، واحتجزت أفراد الأمن وكبّلتهم واعتدت عليهم بالضرب، ما أدى
إلى إصابة اثنين منهم بجروح ورضوض، نُقلا على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج.
كما داهمت القوات عددًا من المباني، بينها مسرح نسيب شاهين، حيث صادرت لوحات فنية
ورسومات تضامنية مع غزة، إلى جانب رايات ولوحات تخص الحركة الطلابية.
وخلال عملية الاقتحام التي استمرت نحو ساعتين، نشرت قوات الاحتلال طائرات
مسيّرة في أجواء الحرم، ووزعت منشورات تهديد تستهدف الطلبة والجامعة، قبل أن تنسحب
بشكل كامل من داخل الحرم ومحيطه.
الحركة الطلابية في الجامعة أدانت الاقتحام ووصفته بأنه "محاولة جديدة
لترهيب الطلبة وكسر عزيمتهم"، مؤكدة أن استهداف المؤسسات الأكاديمية
الفلسطينية يمثل اعتداءً على حق الطلبة في التعليم وحريتهم الأكاديمية.
وقالت الحركة في بيانها: "إن هذا الاقتحام لن يفت من عضدنا، بل سيزيدنا إصرارًا على مواصلة التحصيل
العلمي والصمود في وجه هذا الاحتلال الظالم. جامعاتنا حصون علمية ومنارات نضالية،
وسنبقى حراسًا لها مهما كانت التحديات."
من جهتها، شددت إدارة الجامعة على أن ما جرى ليس حدثًا عابرًا، بل هو جزء
من سياسة منظمة تستهدف مؤسسات التعليم العالي الفلسطينية، معتبرة أن الاحتلال
يمارس "إبادة معرفية وثقافية ممنهجة" بالتوازي مع عدوانه على غزة
وانتهاكاته في الضفة الغربية.
وطالبت الجامعة المؤسسات الأكاديمية والحقوقية الدولية بتحمل مسؤولياتها
الأخلاقية والقانونية، والتحرك العاجل لوقف الاعتداءات على المؤسسات التعليمية
الفلسطينية، ومحاسبة دولة الاحتلال على جرائمها.
وفي سياق متصل، استنكرت الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت الاقتحام، متمنية
السلامة لطاقم أمن الجامعة وكوادرها وطلابها، ومؤكدة أن الجامعة ستواصل أداء
رسالتها الوطنية والأكاديمية رغم كل محاولات الاحتلال لترهيبها.
ورغم آثار الاقتحام، أعلنت الحركة الطلابية أن امتحانات الطلبة ستجري يوم
غد كما هو مقرر، مؤكدة أن العملية التعليمية لن تتوقف. كما تمنّت السلامة لأفراد
الأمن الذين أصيبوا خلال الاعتداء، مؤكدة أن "سلامة جميع مكونات الجامعة تظل
أولوية في هذه الظروف الصعبة".
الاقتحام الجديد لجامعة بيرزيت يفتح مجددًا ملف استهداف الاحتلال
الإسرائيلي للمؤسسات التعليمية الفلسطينية، ويضع العالم أمام مسؤولياته إزاء حماية
حق التعليم، باعتباره من أبسط الحقوق الإنسانية التي تكفلها القوانين والمواثيق
الدولية.
اترك رد
عنوان بريدك الإلكتروني لن يتم نشره. الحقول الإجبارية *